الشركات الافتراضية والتجارة الإلكترونية.."الخيال أصبح واقعاً "
لن تعمل من مقر الشركة مرة أخرى بل ستعمل من المنزل ..تلك الجملة لم يك يصدقها عقل قبل عام 2000، إذ أنه لا يمكن إنجاز مهاهم عملك سوى من مقر شركتك بل أن مقاييس تقييم الموظف آنذاك كانت مدى الالتزام بحضور الموظف إلى مؤسسته أو شركته ليتم توصيفه بالموظف المثالي أو الملتزم وتأكيد لذلك بدأ عدد كبير من الشركات على مستوى العالم في إقرار نظام العمل عن بعد في ظل جائحة كورونا التي استمرت أكثر من 3 سنوات عندما ظهرت في الصين في ديسمبر 2019 ولا تزال أثارها وتداعياتها السلبية مستمرة حتى اليوم .
جائحة كورونا فرضت واقع جديد
واقع جديد فرضته جائحة كورونا التي تفشت في العالم قبل 3 سنوات تقريباً بعدما تحول العالم إلى جزر منعزلة بعد اتخاذ التدابير الاحترازية للحد من التداعيات السلبية التي سببها الفيروس إذ قررت غالبية دول العالم غلق حدودها بل أن بعض الحكومات قلصت قوة العمل إلى النصف بالتناوب بين موظفيها تقليلاً للتكدس والتزاحم .
القطاع الخاص يتوسع في العمل بدون مقرات
لم يتغير الحال في شركات القطاع الخاص إذ أن عدد كبير من الشركات الكبرى في العالم لم تكتفي بتقليل الأعداد بل سمحت لموظفيها بالعمل بالمنزل وعندما بدأت الأثار السلبية للجائحة تتقلص تدريجباً وجدت الشركات أن السماح لموظفيها أو جزء منها بالعمل من المنزل فرصة هائلة لتقليل النفقات والتكاليف التي تنفقها أثناء حضور الموظفين إلى مقرات العمل وبدأت فعلياً في تعميم الفكرة مع نهاية عام 2021 إذ بدأت في تمويل موظفيها بتسهيلات ائتمانية لتجهيز جزء من المنزل الخاص بهم ليصلح كمقر عمل وفق مواصفات محددة ومقاييس معينة تمهيداً للاستغناء عن المقرات واستغلال الأراضي المقام عليها المقرات في مشروعات أخرى تدر ربحا أو حتى التخلص منها بالبيع والاستفادة من قيمة بيع الأصول بضخها في استثمارات جديدة أو الدخول في شركات استثمارية مع نظيرتها من الشركات.
27 تريليون دولار حجم التجارة الإلكترونية في عام 2020
تنامي حجم التجارة العالمية عبر الأنترنت ليس خيالاً بل أضحى واقعاً فوفقاً للتقارير الصادرة عن منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة قفزت مبيعات التجارة الإلكترونية حول العالم بنحو 4 % في عام الجائحة 2020 بعدما ارتفعت إلى أكثر من 26.7 تريليون دولار مقارنة بحجم التجارة والمبيعات الإلكترونية في عام 2018 ، وأشار التقرير المذكور إلى أن كوريا الجنوبية كانت صاحبة نصيب الأسد من حجم المبيعات والتجارة عبر الإنترنت إذ ارتفعت حصتها من 20.8% في عام 2018 لتسجل نحو 26 % في عام 2020 ولفت تقرير منظمة التجارة والتنمية (الأونكتاد) أن حجم التجارة الإلكترونية تعادل حالياً نحو 30 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي (GDP) في 2020.
16% من الشركات تعمل عن بعد بنسبة 100%
الأمر لم ينتهي هنا فقط ، بل أن مؤسسة “فايندستاك” المتخصصة في شؤون التجارة عبر الإنترنت قالت في أحدث تقاريرها الإحصائية إن 16% من من الشركات في العالم تعمل عن بُعد بنسبة 100% بينما لا تزال نحو 44% من الشركات لا تسمح بالعمل عن بُعد على الأطلاق، ولفتت إلى أن 78% من الموظفين والعمال في الشركات بالعالم يؤكدن قدرتهم على الإنتاج وزيادة معدلات العمل أثناء العمل بالمنزل بينما قالت أن متوسط الدخل السنوي للعمال والموظفين الذين يعملون عن بعد عبر الأنترنت يصل إلى 4000 دولار سنوياً وأشارت إلى أن 90 % من مديري الأعمال عمل العمال والموظفين سيكون هو المحور والقاعدة الأساسية للعمل في المستقبل في الوقت الذي لا يحبذ خلالها شريحة كبرى من العمال العمال عن بعد إذ أنهم يعتقدون أن العمل عن بعد يجعلهم أكثر عرضة لفقد وظائفهم وأعمالهم