"المنفعة الحدية: معيار تحقيق التوازن في صنع القرارات الاستهلاكية

"المنفعة الحدية: معيار تحقيق التوازن في صنع القرارات الاستهلاكية

0 المراجعات

المنفعة الحدية (Marginal Utility) هي مصطلح يستخدم في الاقتصاد للإشارة إلى الفائدة الإضافية التي يحصل عليها فرد ما من استهلاك وحدة إضافية من سلعة معينة، ببساطة، المنفعة الحدية تعبر عن التغير في الرضا أو الفائدة التي يشعر بها الفرد عند زيادة أو نقصان كمية معينة من السلعة.

في البداية، عندما يستهلك الشخص وحدة أولى من السلعة، يكون لديه رغبة كبيرة وحاجة ملحة لها، وبالتالي يكون للوحدة الأولى منفعة عالية، ومع استهلاك وحدات إضافية، يقل الرغبة والحاجة وبالتالي تقل المنفعة الحدية، ويمكن أن تصل المنفعة الحدية إلى نقطة حيث يمكن أن تصبح سلبية، أي أن استهلاك وحدة إضافية يقلل من الرضا والفائدة بدلاً من زيادتها.

يعتبر فهم وتحليل المنفعة الحدية أحد المفاهيم المهمة في الاقتصاد، حيث يساهم في فهم سلوك المستهلكين واتخاذ القرارات المتعلقة بالإنتاج والاستهلاك وتحقيق التوازن بينهما.
_______________
مفارقة الماء والألماس:

لا يعرف الوقت الذي بدأ فيه استخدام مفهوم المنفعة الحدية بالتحديد، ولكن تم تطوير هذا المفهوم من قبل الاقتصاديين الذين كانوا يحاولون شرح الواقع الاقتصادي للسعر، والذي اعتقدوا أنه مدفوع بمنفعة المنتج.. في القرن الثامن عشر، ناقش الاقتصادي "آدم سميث" ما يعرف بـ"مفارقة الماء والألماس"، تنص هذه المفارقة على أن قيمة الماء أقل بكثير من قيمة الماس، على الرغم من أن الماء حيوي لحياة الإنسان.
وقد أثار هذا التفاوت اهتمام الاقتصاديين والفلاسفة في جميع أنحاء العالم، في سبعينيات القرن التاسع عشر، توصل ثلاثة اقتصاديين - ويليام ستانلي جيفونز، وكارل مينجر، وليون والارس - بشكل مستقل إلى استنتاج مفاده أن المنفعة الحدية هي الحل لمفارقة الماء والماس.  وأوضح جيفونز في كتابه نظرية الاقتصاد السياسي أن القرارات الاقتصادية يتم اتخاذها على أساس المنفعة "النهائية" (الهامشية) وليس على المنفعة الإجمالية.
___________________

العوامل المؤثرة في المنفعة الحدية:

هناك عدة عوامل تؤثر في المنفعة الحدية، وتشمل:

1. الاحتياجات والرغبات الشخصية: تختلف المنفعة الحدية من شخص لآخر بناءً على الاحتياجات والرغبات الفردية، فمثلاً، إذا كان الفرد يشعر بالعطش، فإن استهلاك وحدة إضافية من الماء سيحقق له منفعة حدية عالية.

2. المتاحة الحالية: يؤثر المقدار المتاح حالياً من السلعة على المنفعة الحدية، على سبيل المثال، إذا كان لديك كمية كبيرة من السلعة، قد تكون المنفعة الحدية لوحدة إضافية منخفضة نسبيًا مقارنة بوجود كمية قليلة منها.

3. التنوع والتباين: يلعب التنوع والتباين في السلع المستهلكة دورًا في المنفعة الحدية، فعلى سبيل المثال، إذا كان هناك تنوع كبير في الخيارات المأكولات، فقد تكون المنفعة الحدية لوحدة إضافية من الطعام أقل مقارنة بوجود خيار واحد فقط.

4. الوقت: يمكن أن يؤثر الوقت في المنفعة الحدية، فعلى سبيل المثال، قد يكون لوجبة إضافية من الطعام منفعة حدية أعلى إذا كان الفرد جائعًا لفترة طويلة، بينما قد يكون لها منفعة حدية أقل إذا كان الفرد قد تناول وجبة غذاء ثقيلة منذ فترة قصيرة.

5. العوامل الاقتصادية: تؤثر العوامل الاقتصادية مثل الدخل والأسعار في المنفعة الحدية، فعلى سبيل المثال، إذا انخفض سعر السلعة، قد يزيد ذلك من المنفعة الحدية لوحدة إضافية منها.

هذه بعض العوامل التي تؤثر في المنفعة الحدية، وقد يكون هناك عوامل أخرى تعتمد على السياق والظروف الخاصة.
_________________

العلاقة بين المنفعة الحدية والتكلفة الفردية:

تتعلق العلاقة بين المنفعة الحدية والتكلفة الفردية بعملية اتخاذ القرارات الاقتصادية، فعندما يقرر الفرد استهلاك وحدة إضافية من سلعة ما، يقوم بتقييم المنفعة الحدية التي سيحصل عليها مقابل التكلفة الفردية لتلك الوحدة.

تشمل التكلفة الفردية الجوانب المادية والمالية التي يتعين على الفرد تحملها لاستهلاك وحدة إضافية، قد تشمل التكلفة الفردية الأمور مثل السعر الذي يجب دفعه للحصول على السلعة، والجهد البدني المطلوب، والوقت المستغرق.

من جانبه، يقوم الفرد بتقدير المنفعة الحدية التي سيحصل عليها من استهلاك وحدة إضافية، وعلى أساس تلك التقديرات، يحاول الفرد تحقيق أقصى قدر من المنفعة بتخصيص الموارد المتاحة بطريقة تحقق أكبر قيمة له.

عند اتخاذ القرار، يسعى الفرد إلى تحقيق التوازن بين المنفعة الحدية والتكلفة الفردية، يهدف إلى استهلاك وحدات إضافية حتى تصل المنفعة الحدية إلى نقطة حيث تكون التكلفة الفردية متساوية أو تفوق المنفعة الحدية، وبعد ذلك، يصبح استهلاك وحدات إضافية غير مجدٍ حيث تتجاوز التكلفة الفردية المنفعة الحدية.

بشكل عام، يهدف الفرد إلى تحقيق أعلى قدر ممكن من الرضا والفائدة بالنظر إلى المنفعة الحدية والتكلفة الفردية، وذلك لتحقيق التوازن الأمثل بين الاستهلاك والموارد المتاحة.
_________________

المنفعة الحدية مقابل المنفعة الإجمالية "الكلية":

تقيس المنفعة الحدية التغير في الرضا عن استهلاك وحدة إضافية واحدة،في المقابل يقاس إجمالي المنفعة إجمالي مقدار الرضا الذي تحصل عليه من جميع الوحدات التي تستهلكها من السلعة أو الخدمة، جدير بالذكر ان المنفعة الحدية تؤثر على المنفعة الكلية،حيث تؤدي المنفعة الحدية الموجبة إلى زيادة المنفعة الإجمالية، بينما تؤدي المنفعة الحدية السلبية إلى تقليل المنفعة الإجمالية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

17

followers

2

followings

1

مقالات مشابة