سلسلة مقالات تعريف شامل عن التجارة الإلكترونية( الجزء الثاني)
المطلب الثاني : تطور التجارة الإلكترونية
إن تطور التجارة الإلكترونية يرجع أساسا إلى تعقد وتطور استعمال تقنيات شبكة الإنترنت ويمكن تلخيص المراحل التي مرت بها التجارة الإلكترونية فيما يلي المرحلة الأولى : كانت الشركات التي استخدمت الإنترنت في هذه المرحلة تقتصـر فـي استخدامها على نشر الكميات الخاصة بها ونشاطاتها المختلفة على مواقعها على الشبكة أي أنها كانت مجرد مواقع إعلامية تعف متصفحي الشبكة بهذه الشركات ، وكانت محتـوى مواقع الشركات في هذه المرحلة تميل إلى الضخامة والإسهاب وصعوبة القراءة ، وكانت المواقع تنقصها الدقة وسهولة التصفح ، وكان ترتيـب المعلومات يستغرق وقتا طويلا لأنها تحتوي على الكثير من الصور والرسوم التي تم تصميمها مـن أجـل النشـر الـورقي وليس النشر الإلكتروني ، ولم تتضمن هذه المواقع في هذه المرحلة على أي دعم فني أو شكل من أشكال المساعدة . المرحلة الثانية : عملت التطورات والتحسنات التـي طـرات على الإنترنت يومـا بـعـد يـوم وسرعة انتشارها وتزايد عدد مستخدميها على زيادة الوعي بإمكانياتها مما دفع مديري الشركات إلى إنشاء مواقع لشركاتهم على الشبكة يقدمون من خلالهـا نشاطاتهم الاستثمارية والبيانات الدورية التي تصدرها هذه الشركات كالوظائف الشاغرة والبيانات الصحفية ، كما أصبحت البيانات أكثر ملائمة للنشر الإلكتروني وامتلأت هذه المواقع في هذه المرحلة بالرسوم والصور الجذابة لمنتجات الشركات التي تمثل وصلات مرجعية تقود إلى المعلومات والبيانات الخاصة بكل منتج ، إلا أن تصفح مواقع هذه الشركات في هذه المرحلة كان يثير ضجر الزائرين لأن الوصول إلى المعلومات كان يستغرق الكثير من الوقت والجهد لافتقار التصميم على البراعة والسهولة ، كما كانوا يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى ما يريدونه في الوقت المناسب ، وما تزال معظم المواقع المنشورة حاليا على الشبكة تعيش في هذه المرحلة خاصة المواقع في الدول النامية .
( ۱ ) بهاء شاهين العولمة والتجارة الإلكترونية ، رؤية إسلامية ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر ، القاهرة
۲۰۰۰ ، ص ۷۰
المرحلة الثالثة : مع تزايـد تفهـم الشـركات والمؤسسات الكبـرى للإمكانيات الكبيرة التـي تنطـوي ( ) عليهـا الإنترنت بالنسبة للتبادلات التجارية بين الشركات و أصحاب الأعمال وبعضهم البعض وبين هذه الشركات والعملاء ، عمد مصمموا مواقع هذه الشركات علـة تصميمها بشكل يتسم باليسر والبساطة بحيث يلي هذا التصميم في المقام الأول احتياجات من يزورون هذه المواقع ، فهذه المرحلة تعكس مرحلة النضج واستخدام أحـدث أنـواع البرامج والتقنيـات فـي عمليـات النشـر ، ويستطيع المـرء التعرف بسهولة على المواقع التي دخلت هذه المرحلة من خلال عناصر التصفح البسيطة واستخدام كلمـات أو جمـل صـغيرة كأدوات للتصـفح وهـي مـا تعـرف بالوصلات المرجعيـة بدلا عن استخدام الصور والرسوم والتركيز على ذلـك المحتوى المعلوماتي الذي يهتم بالزوار في المقام الأول ، كما يستعمل أيضا عناصر التصفح الجانبية حيث تستخدم نصوص أو جمل بسيطة لتسريع ترتيل البيانات .
المرحلة الرابعة : تمثل هذه المرحلة مستقبل الشبكة واستخدامها الفعال في ترسيخ التجـارة الإلكترونية ، ويعكس هذا النوع من المواقع كلما يتعلق بالشركات التي تمثلها هذه المواقع يتم عرض هذه المعلومات من خلال قاعدة بيانات مخصصة لهذا العميل كما تستخدم المعلومات الخاصة بعمليات التصفح والشراء التي يستخدمها المترددون على مواقع الشركات في تحديث قواعد بيانات هذه المواقع ، فإذا توجه عميل على موقع شركة ما متخصصة في بيع أجهزة الكمبيوتر مثلا ، فإنه يستطيع تحديد الجهاز الذي يتفق مع احتياجاته من خلال الخيارات المتاحة في سلسلة القوائم الفرعيـة المنسدلة - Drop Down Menus - وحتى ان لم يصدر هذا العميل أمر بشراء جهاز الكمبيوتر الذي اختاره فإن الشركة أو بالأحرى قاعدة بياناتها تخزن الخيارات التي حددها ثم تقوم بعد ذلك باستخدام المعلومات في أبحاث التسويق التي تساعدها تحديد الأجهزة والمواصفات التي يقبل عليها العملاء أكثر من غيرها .
( ۱ ) بهاء شاهين ، مرجع سبق ذكره ، ص ۷۳ { ۰ }