التسويق الشبكي (Network Marketing) هو نموذج تسويقي يستند إلى توسيع شبكة من الموزعين

التسويق الشبكي (Network Marketing) هو نموذج تسويقي يستند إلى توسيع شبكة من الموزعين أو المستقلين الذين يروجون لمنتجات أو خدمات شركة معينة ويحصلون على عمولات أو مكافآت مالية على أساس الأداء الخاص بكل موزع والشبكة التي يقيمونها. يُعرف التسويق الشبكي أيضًا بالتسويق متعدد الأوجه أو التسويق متعدد المستويات (Multi-Level Marketing أو MLM)، وهو نموذج يثير الكثير من الجدل والانقسام في الرأي بين الأشخاص. 

الجزء الأول: مقدمة

التسويق الشبكي هو نموذج تسويقي يعتمد على القوى البشرية والعلاقات الاجتماعية لنشر المنتجات أو الخدمات وتسويقها بشكل فعال. يتيح هذا النموذج للأفراد فرصة بناء شبكة من الموزعين أو الموزعين المستقلين وكسب دخل من خلال عملهم الشخصي وعمل الفرق التي يقومون بتوجيهها وتدريبها. يشمل التسويق الشبكي أيضًا تكوين العلاقات والاتصالات الاجتماعية بين الأفراد، وهذا ما يميزه عن النماذج التسويقية الأخرى.

الجزء الثاني: تاريخ التسويق الشبكي

تاريخ التسويق الشبكي يعود إلى القرن التاسع عشر، حيث ابتكره شخص يُعرف بـ "د. جون هنري بونت"، وكان هذا النموذج يستند إلى فكرة تسويق المنتجات من خلال شبكة من الأفراد. منذ ذلك الحين، شهدت صناعة التسويق الشبكي تطورات وتغيرات كبيرة في هياكل الأعمال والتكنولوجيا.

الجزء الثالث: كيفية عمل التسويق الشبكي

في التسويق الشبكي، يتم تحقيق النجاح من خلال العديد من الخطوات والأنشطة. هناك خمسة عناصر رئيسية لفهم كيفية عمل هذا النموذج:

1. المنتج أو الخدمة: يبدأ كل شيء بالمنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة. يجب أن يكون للمنتج قيمة حقيقية وجودة عالية ليكون قابلًا للتسويق بنجاح. يجب أن يكون لديه ميزات وفوائد تجعله جذابًا للمستهلكين.

2. الموزعين المستقلين: الموزعون المستقلون هم أفراد يعملون مع الشركة لتسويق المنتجات أو الخدمات وبناء شبكة من الموزعين الآخرين. يكون لديهم عادةً حرية كبيرة في كيفية تسويق المنتجات وبناء عملهم الخاص.

3. الشبكة والتواصل الاجتماعي: في هذا النموذج، تكون الشبكات الاجتماعية حاسمة. يقوم الموزعون المستقلون ببناء علاقات مع الناس والتواصل معهم لتقديم المنتجات أو الخدمات وإقامة علاقات مستدامة.

4. العمولات والمكافآت: عندما يبيع الموزعون المستقلون المنتجات أو الخدمات، يحصلون على عمولات أو مكافآت مالية. هذه العمولات قد تكون مرتبطة بحجم المبيعات أو أداء الفريق الذي يقومون بتوجيهه.

5. بناء الفرق: بجانب تسويق المنتجات، يمكن للموزعين المستقلين بناء فرق من الموزعين الآخرين وتوعيلهم لتوجيههم وتدريبهم. هذا الجانب من التسويق الشبكي يسمح بتكوين هياكل تنظيمية متعددة المستويات حيث يكون هناك من يقود ويدعم الفرق على مستويات مختلفة.

الجزء الرابع: أنواع التسويق الشبكي

هناك عدة أنواع من التسويق الشبكي، وكل نوع لها هياكل وطرق مختلفة للعمل. من بين هذه الأنواع:

1. نموذج البيع المباشر: يعتمد هذا النموذج على بيع المنتجات أو الخدمات مباشرة من قبل الموزعين المستقلين للمستهلكين. الموزعون يحصلون على عمولات على البيع الشخصي، وهذا هو النموذج الأكثر شيوعًا في التسويق الشبكي.

2. نموذج البنية التنظيمية الثنائية: يتميز هذا النموذج بتنظيم الموزعين في هياكل ثنائية، حيث يكون لكل موزع موزعين مباشرين تحتهم. يعمل الموزعون على بناء فرق من موزعين آخرين على الجانبين الأيمن والأيسر، وهناك نظام معين لتحقيق المكافآت على أساس هذه الهيكلة.

3. نموذج البنية التنظيمية المصفوفية: في هذا النموذج، تحتل هياكل التنظيم شكل مصفوفة حيث يمكن للموزعين بناء أكثر من فريق في أكثر من اتجاه. يتيح هذا النموذج للموزعين تنويع عملهم وبناء عدة فرق في وقت واحد.

الجزء الخامس: تحديات وفوائد التسويق الشبكي

على الرغم من الفرص والإمكانيات الكبيرة التي يمكن أن يقدمها التسويق الشبكي، إلا أنه يواجه أيضًا تحديات وانتقادات معينة. لنلقي نظرة على بعض هذه التحديات والفوائد:

التحديات:

صورة سلبية: يواجه التسويق الشبكي سمعة سلبية في بعض الأحيان بسبب التجارب السلبية التي عاشها الناس مع بعض الشركات التي استغلت هذا النموذج بشكل سيء.

تجنب الاحتيال: بعض الشركات تستغل هذا النموذج لأغراض احتيالية وتسويق منتجات ذات جودة منخفضة أو غير مشروعة.

توجيه وتدريب: بناء فريق ناجح يتطلب توجيه وتدريب فعال، وهذا يمكن أن يكون تحديًا بالنسبة للموزعين.

الفوائد:

الفرصة لريادة الأعمال: التسويق الشبكي يتيح للأفراد فرصة بناء أعمالهم الخاصة وزيادة دخلهم.

المرونة الزمنية: يمكن للموزعين العمل وفقًا لجداولهم الزمنية الخاصة والتحكم في وقتهم.

التطوير الشخصي: يمكن للموزعين تطوير مهارات التواصل والتسويق والقيادة من خلال عملهم في التسويق الشبكي.

الفرصة للدخل السلبي: بناء فرق يمكن أن يؤدي إلى دخل سلبي حيث يمكن للموزعين الحصول على دخل من جهد الآخرين في فرقهم.

الجزء السادس: انتقادات التسويق الشبكي

تواجه صناعة التسويق الشبكي انتقادات كثيرة من قبل المنتقدين والمؤسسات الحكومية والمستهلكين. بعض الانتقادات تشمل:

هياكل هرمية: يتميز التسويق الشبكي بالهياكل الهرمية حيث يكسب القليلون في القمة أكثر من الكثيرين في الأسفل. هذه الهياكل يمكن أن تؤدي إلى تركيز الثروة والفوائد في يد القلة القليلة، مما يثير مخاوف بشأن العدالة الاجتماعية.

الاحتمالات الضئيلة للنجاح: يعتبر العديد من الأفراد أن فرص النجاح الحقيقية في التسويق الشبكي ضئيلة، وأن معظم المشاركين لن يحققوا أرباحًا كبيرة.

الترويج الزائف: بعض الشركات تستخدم ترويجًا زائفًا ووعوداً مبالغ فيها لجذب الموزعين المحتملين دون تقديم قيمة حقيقية منتجاتها.

تجارب سلبية: يواجه بعض الأفراد تجارب سلبية في صناعة التسويق الشبكي بسبب انتهاكات أخلاقية أو تجارب فاشلة مع شركات معينة.

الجزء السابع: القوانين والتنظيمات

تعتمد قوانين التسويق الشبكي على البلد والمنطقة، وتختلف من مكان إلى آخر. بعض البلدان تمتلك تنظيمات صارمة لصناعة التسويق الشبكي لحماية المستهلكين وضمان النزاهة والشفافية في هذا القطاع. على الشركات والموزعين المستقلين الالتزام بالقوانين واللوائح المحلية والدولية المعمول بها.

الجزء الثامن: استنتاج

يُعتبر التسويق الشبكي نموذجًا تسويقيًا فريدًا يجمع بين العلاقات الاجتماعية والفرص الريادية. يقدم هذا النموذج الفرصة للأفراد لبناء أعمالهم الخاصة وكسب دخل إضافي، ولكنه يواجه أيضًا تحديات وانتقادات. لضمان النجاح في هذا النموذج، يجب على المشاركين فهم الصناعة بعناية، والالتزام بالمعايير الأخلاقية، والعمل بجد لبناء فرق ناجحة وتقديم منتجات أو خدمات عالية الجودة.