الأسس العلمية لإنشاء المزارع السمكية

الأسس العلمية لإنشاء المزارع السمكية

0 reviews

تعتبر الاستزراع السمكي من الأنشطة الإنتاجية القديمة للإنسان للحصول على المتطلبات الغذائية المتزايدة من لحوم الأسماك حيث أنها مصدر غذائي مهم لما تتمتع به من مذاق جيد وسهل الهضم. البيئة المائية هي التي تخضع لسيطرة الإنسان ، وبالتالي تحقيق العديد من الأهداف في نفس الوقت ، أحدها هو تنمية الأراضي غير الصالحة للزراعة وزيادة إنتاج الأسماك الطازجة ، وخاصة الأنواع المرغوبة. يخلق قطاع مصايد الأسماك أيضًا فرص عمل ويشكل مصدر دخل.

في السنوات القليلة الماضية ، أصبحت أهمية الاستزراع السمكي في المستقبل أكثر وضوحا ، ومع انتقال صناعة الاستزراع السمكي إلى مرحلة التصنيع ، ستصبح التكنولوجيا عاملا مهما في تحديد تطورها الناجح. لذلك ، اجتمع العلماء وممثلو صناعة الاستزراع المائي في محاولة لاستكشاف وتحديد أحدث التطورات في التقنيات المستقبلية. الاستزراع السمكي لأنواع مختلفة من الأسماك.

مقدمة في تربية الأسماك
أولاً ، قبل مناقشة هذه العلوم ، يجب توضيح بعض المصطلحات والتعاريف المشتركة المستخدمة في الدراسة العلمية للإنتاج السمكي ، وكذلك تعريفات هذه العلوم وعلاقتها بالعلوم الزراعية.
تربية الأحياء المائية
هو التطوير المنظم للكائنات المائية المفيدة من أنواع مختلفة (حيوانية أو نباتية) في ظل ظروف معينة وتحت سيطرة الإنسان في بيئة مائية لإنتاج الغذاء ، سواء كانت المياه العذبة أو المالحة. وتشمل التربية:
الأسماك واللافقاريات والطحالب والنباتات المائية.

تربية الأسماك
إنها واحدة من أوسع أنشطة تربية الأحياء المائية وأكثرها أهمية ويمكن تعريفها على أنها في ظل ظروف محددة (توفير الغذاء المناسب لضمان النمو الأمثل وبيئة مناسبة للسماح لهم بالتكاثر) ، ويمكن التحكم في هذه البيئات للحصول على أكبر قدر ممكن في بأقل تكلفة وربما عوائد عالية.

تستخدم مصطلحات Mari Culture أو Marine أو تربية الأسماك بمياه البحر لتمييز عمليات الاستزراع في مياه البحر أو المياه قليلة الملوحة عن عمليات الاستزراع في تربية أسماك المياه العذبة.


مزرعة الأسماك
هذا هو المكان الذي يتم فيه تربية الأسماك في ظل ظروف منظمة يمكن التحكم فيها للحصول على أعلى محصول ممكن بأقل تكلفة ممكنة.

إنتاج الأسماك
يختلف مصطلح الإنتاج السمكي عن مفهوم الإنتاج الحيواني ، حيث يشمل الأول إنتاج الأسماك ، سواء تم صيدها من خلال المصايد الطبيعية أو من خلال تربية الأسماك ، وهما مجالان متميزان.

علوم مصايد الأسماك
يركز بشكل أساسي على مجموعة المعرفة المرتبطة بعمليات الصيد لتحقيق أقصى قدر من الغلة بأقل جهد وبدون التسبب في اختلال التوازن في البيئة المائية أو تقليل الأرصدة السمكية في الموارد الطبيعية. الروافع ، وما إلى ذلك ، وتصميم السفن وطرق إدارتها ، ومناولة ما بعد الحصاد (الفرز ، والتنظيف ، والتعبئة ، والتجميد والشحن) ، وكذلك إدارة مصايد الأسماك ، وبيولوجيا الأسماك وغيرها من العلوم.


أما بالنسبة لعلوم الاستزراع السمكي
يبحث في مجموعة المعرفة ذات الصلة بتربية وتربية الأسماك في بيئات مائية محددة في ظل ظروف محددة لتحقيق أعلى غلة بأقل تكلفة ممكنة. وبالتالي ، فإن هذا الفرع من العلوم يتعامل مع مجالات مثل تغذية الأسماك ، والكيمياء ، والتغذية ، وتقسيم الأسماك ، وفسيولوجيا الأسماك ، وخصائص البيئة المائية. إنشاء وإدارة المزارع السمكية.
 

 

الفرق بين المصايد الطبيعية والاستزراع السمكي: 

  1. تعتمد المصايد الطبيعية (المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار وفروعها) على أنواع الأسماك التي توجد وتتكاثر طبيعيا بها دون أدنى تدخل من الإنسان، بينما المزارع السمكية تعتمد مقوماتها على تربية أسماك معينة يتدخل الإنسان لإدارة البيئة لجعلها مناسبة لنشاط هذا النوع الأسماك .
  2. توجد في المصايد الطبيعية أنواع من الكائنات المائية نافعة وأخرى ضارة بينما في المزارع السمكية توجد الأنواع النافعة فقط بل الاقتصادية.
  3. تعتمد المصايد الطبيعية في الإنتاج على المخزون السمكي الطبيعي المتواجد فيها بينما في المزارع تعتمد على جلب أنواع أسماك معينة إما من مصادر تفريخها الطبيعية أو من المفرخات الصناعية .
  4. تعتمد الأسماك في المصايد الطبيعية على ما يتوفر في البيئة المائية من غذاء طبيعي بينما في المزارع فتعتمد الأسماك في غذائها بشكل أساسي على ما يوفره الإنسان من أغذية صناعية.


مميزات الاستزراع السمكي مقارنة بالمصايد الطبيعية:

  1. يمكن في الاستزراع السمكي التنين بكمية الإنتاج بسهولة بينما من الصعب تحديده في المصايد الطبيعية، حيث يتطلب إجراؤها جهدًا ووقتاً كبيرًا ومع ذلك تكون غير دقيقة.
  2. يمكن التحكم في كميلك وأعداد أحجام الأسماك المنتجة تبعا لحاجة السوق.
  3. في المزارع السمكية يمكن زيادة الإنتاج من وحدة المساحة من خلال نظم الإدارة الجيدة، مقارنة بالمصايد الطبيعية.
  4. في المزارع السمكية يمكن اختيار الأنواع المرغوب فيها والتي باحتياجات وذوق المستهلك. 
  5. إمكانية توفير الأسماك حية وطازجة في الأماكن المجاورة للمزارع السمكية بينما يتطلب ذلك تكاليف عالية في المصايد الطبيعية من إعداد وتجميد ونقل الأسماك للمستهلك في صورة صحية.
  6. سهولة الحصاد في المزارع السمكية عن الصيد في المصايد الطبيعية.
  7. في المزارع السمكية يمكن توفير المنتج في الوقت الأمثل للتسويق بينما في المصايد يصعب توفير نوع معين في وقت معين بالكميات اللازمة لطلب وحاجة السوق.
  8. إمكانية التحكم في انتشار الأمراض و النفوق بالإدارة الجيدة للمزارع السمكية بينما يصعب هذا الأمر في المصايد الطبيعية.

أهمية الاستزراع المائي:

ترجع الأهمية الاقتصادية للزراعة المائية للعديد من المزايا والأسباب منها:

أولا: مميزات الكائنات المائية عن الحيوانات الأرضية:

  1. تعيش الكائنات المائية في بيئة ثلاثية الأبعاد حيث يتاح معظم الغذاء الطبيعي رخيص الثمن وتستطيع هذه الكائنات النمو على هذا الغذاء دون الحاجة إلى أغذية صناعية.
  2. إنتاج الكائنات المائية غالبا عالي بالنسبة لوحدة المساحة مقارنة بالحيوانات الأرضية .
  3. الكائنات المائية معظمها من ذوات الدم البارد فلا تحتاج إلى طاقة لحفظ درجة حرارة جسمها مما يعمل على زيادة الاستفادة من طاقة الغذاء .
  4. الكائنات المائية الثابتة مثل الصدفيات لا طاقة في الحركة مما يزيد من كفاءة تحويلها للغذاء.
  5. يمكن إنشاء المزارع المائية في الأراضي الجدبة والبور مما يساعد على استصلاح مثل هذه الأراضي بالإضافة إلى ما تنتجه هذه المزارع من بروتين.
  6. تصل الأسماك إلى الحجم التسويقي في فترة قصيرة نسبيا حيث يعتمد ذلك على طريقة الإدارة في المزرعة والحجم المرغوب فيه عند التسويق.
  7. المأكول من جسم السمكة كبير.

ثانيا: جودة بروتين الكائنات المائية:

  1. ارتفاع محتوى لحوم الكائنات المائية من البروتين اللازم لغذاء الإنسان والأحماض الأمينية الضرورية مقارنة باللحوم الحمراء.
  2. ارتفاع معدل كفاءة تحويل البروتين الغذائي إلى بروتين سمكي إذا قورن بالحيوانات الأرضية.
  3. تعتبر لحوم الكائنات المائية مصدرًا هامًا للأملاح المعدنية والفيتامينات التي يحتاجها الإنسان في غذائه.

ثالثا: اقتصاديات الاستزراع المائي:

  1. يمكن استخدام أراضي المستنقعات والأراضي الغير صالحة للزراعة في نشاط مربح يدر دخلا سريعا.
  2. يمكن للمزارع السمكية أن تتكامل مع أنشطة زراعية أخرى لتزيد الإنتاج الإجمالي.
  3. توفر المزارع السمكية فرص عمل في أماكن إنشائها .
  4. يمكن التنبؤ مسبقا بما سيتم إنتاجه وحصاده من الأسماك .
  5. يمكن التحكم في حجم ونوع الإنتاج .
  6. يمكن التحكم في نمو الأسماك عن طريق الإدارة .
  7. الناتج من وحدة المساحة اكبر كثيرا من الناتج طبيعيا من نفس المساحة .
  8. توفير الأسماك الطازجة في المناطق المنعزلة .
  9. يمكن التحكم في المحصول والإنتاج جزئيا حسب الطلب والسوق يمكن تقليل نسب الفقد في الإنتاج بالتحكم في الأعداء الطبيعية والأمراض .
  10. يمكن استنباط أنواع جديدة لم تكن معروفة من قبل .
  11. في ضوء المطلب الاستراتيجي بالخروج من الوادي الضيق الى المساحات الغير مستغلة فان الاستزراع السمكي يعتبر احد محاور التنمية في المناطق البكر والنائية في البحر الأحمر وسيناء والساحل الشمالي .
  12. الاستزراع السمكي في تخفيف الضغط على المخزون في المصايد الطبيعية .
  13. يساعد على تخفيف اثار موسمية الإنتاج من المصايد الطبيعية حيث يمكن برمجة الإنتاج في مواسم قلة الإنتاج في المصادر الطبيعية .
  14. يمكن عن طريق الاستزراع السمكي استغلال المساحات الغير صالحة للزراعة في الاستزراع السمكي .
  15. يمكن من خلال التفريخ الصناعي والطبيعي توفير زريعة الأسماك التي يمكن إعادة تخزينها في الطبيعة مرة اخري بغرض تحسين إنتاجيتها مثل مشروع تنمية نهر النيل بإمداده بزريعة اسماك البلطي وكذا بحيرة قارون .
  16. مشروعات الاستزراع السمكي تتم داخل الحدود الإقليمية للدولة وبالتالي تكون بعيدا عن المنازعات الدولية .
  17. استغلال مياة الصرف في الاستزراع السمكي بعد المعالجة . 

و سنكمل دراسة هذه العلوم في المقال القادم ان شاء الله 

 

المراجع باللغة العربية :

أ. د/ جمال الدين صالح إبراهيم: أساسيات رعاية الأسماك و إدارة المزارع السمكية - الجزء الأول 1994م.

المراجع باللغة الإنجليزية :

A. Klapsis & R. Burley: Flow distribution studies in fish rearing tanks, Part 1 - Design constraints, 1984.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة