بعد اعلان افلاسها, ما مصير سوق تجارة الفوركس
كارثة: هل ضاعت أموال المودعين؟
أحلام الثراء السريع والثروة الطائلة والعمل الحر وعدم الالتزام بساعات عمل محددة هي كلها أحلام مشروعة ومن طبيعة البشر ,كل هذه الأحلام صارت مميزات تتميز بها تجاره العملات أو ما يعرف بالفوركس مما جعل ملايين الناس من مختلف أنحاء العالم يتجهون اليها لتحقيق أحلامهم, إلا أن معظم هؤلاء الناس وخاصة المتعاملين منهم على منصة FTX للعملات الرقمية استيقظوا على كارثة حقيقية عندما انهارت قيمة أموالهم من 22 دولار الي 2 دولار لكل FTT ، حتى انهم لم يستطيعوا سحب ما تبقي لديهم من مال لان الشركة علقت عمليات السحب لحين استقرار الوضع، فماذا حدث؟ و ما هو أل FTT ؟ وما مصير أموال العملاء؟ وما تأثير ذلك على سوق الفوركس بشكل عام؟ أسئلة كثيرة ليس لها إجابة قاطعة حتى الإن ولكننا نحاول هنا أن نحلل ما حدث ونستنتج ما يمكن أن يحدث
بدأت FTX في مايو 2019 كمنصة لتداول العملات الرقمية و وصلت قيمة الأموال المودعة بها 32 مليار دولار لتصبح ثالث اكبر منصة عملات رقمية علي مستوي العالم مؤسسها هو سام بانكمان فريد و هو مالك أيضا لشركة الاميدا ريسرش و هي صندوق استثمار في العملات الرقمية , النقطة المحورية كانت عندما انشأ سام بنكمان عملة خاصة للتداول علي منصته و هي FTT و منح المتداولين بها خصم علي عمولة التداول تقريبا نصف عمولة التداول بالعملات الأخرى مما شجع العملاء علي التداول بها , أدي هذا الي وجود سيولة ملياريه بأيدي سام قام بضخها في الاميدا ريسرش المملوكه له أيضا و الذي قام باستثمارها في مشروعات و صفقات فاشلة, استمر الوضع هكذا لمدة طويلة بدون أية مشاكل و دون علم ايا من الجهات الرقابية او المتداولين ذلك لان عمليات السحب كانت معتادة و يمكن تغطيتها بسهولة ,ولكن مع بداية الأزمة الحالية في سوق العملات الرقمية تسارعت عمليات سحب المودعين لأموالهم في هذا التوقيت الحرج تم تسريب مستندات تكشف تحويل سام مليارات الدولارات لصندوق الاميدا و كانت الكارثة عندما باعت منصة باينانس حصتها في FTX بمبلغ 580 مليون دولار مما أدي الي انهيار عملة المنصة FTT و وصلت طلبات المودعين لسحب أموالهم الي 8 مليارات دولار يوم 6 نوفمبر الحالي و طبعا لم يكن لدي FTX ما يغطي هذه الطلبات فقامت بتعليق عمليات السحب لحين استقرار الأوضاع , كان هذا القرار مجرد مسكن فدخول البنوك الأمريكية أو الشركات أو حتي شركات الفوركس لانتشال FTX من ازمتها كان امر مستحيلا لسببين الأول : ان المنصة هي في الأساس وسيط للتداول و ليس لديها أصول علي ارض الواقع, السبب الثاني أن أموال المودعين غير موجودة بالفعل حيث قام سام بتحويلها الي الاميدا الذي خسرها بدوره في مشروعات فاشله .
لم يكن أمام سام بنكما ن الا أن يعلن فشله و يتخذ الإجراءات القانونية لإعلان إفلاسFTX
مصير اموال المودعين لدي منصة FTX
في هذه الحالة تتولي لجنة من الحكومة الامريكية ادراة شئون الشركة و تيسيير اعمالها و يصبح امام المودعين اختيارين كلاهما مر: الاول ان ينتظروا الي حينتتحسن امور الشركة و يحصلوا علي اموالهم او جزء منها كما حدث مع شركة انرون العملاقة للطاقة مع وجود فارق كبير حيث ان عولاق الطاقة كان لديها اصول مادية هائلة علي عكس FTX
الخيار الثاني هو ان يبيع المودعون عملاتهم الرقميه بثمن بخس يقارب 5% من قيمتها بهدف الحصول علي اي سيوله قليلة افضل من لا شئ.
تأثير ما حدث علي سوق الفوركس
بلا شك ان سوق الفوركس - الواقع اصلا تحت وطأة الازمة المالية و نقص السيوله بسبب اتجاه كبار المستثمرين لسندات الخزانة الامريكية نتيجة رفع الفائده عليها - سيتأثر كثيرا بما حدث , و ان كانت الازمة العالمية ستنتهي قريبا او بعيدا الا ان ازمة مودعيي FTX قد انتهت بالفعل و لكن للاسف نهاية اقل ما يقال عنها انها مأساوية.