أهم المزايا والصفات والاخلاقيات  التي يتحلى بها المدير الناجح

أهم المزايا والصفات والاخلاقيات التي يتحلى بها المدير الناجح

0 المراجعات

المقدمة

المدير الناجح يعطي قيمة مضافة لأي مؤسسة، وعندما تتوفر الصفات المطلوبة في أي مدير أو قائد في المشروع، فان هذا يعد عاملا مهما في نجاح المؤسسة بشكل كامل، والتأثير على الموظفين بشكل إيجابي، وتحفيزهم ليكونوا فاعلين في تطور المؤسسة والصعود بها في سوق العمل. فدائما ما يُتوقع من المديرين تعزيز بيئة العمل وزيادة الإنتاجية، وتفويض بعض المهام للموظفين، وإلهامهم  بالمساهمة في البحث عن اسباب بعض مشكلات العمل، وايجاد الحلول المناسبة، وكذلك المشاركة في اتخاذ القرار، والتشاور والتحاور البناء بين المدير والموظفين. 
ما هي أهم  الصفات العظيمة التي يجب ان تتوفر في اي مدير حتى يتم تحقيق  المسؤوليات على أكمل وجه، وكيف يمكن اكتسابها؟

صفات المدير الناجح:

تجمع صفات المدير الناجح بين المهارات الريادية والشخصية والعلمية والفنية، بحيث تساهم في تحسين الأداء والتطوير، ليس فقط للمدير، ولكن لجميع الموظفين الذي يعملون تحت إدارته. كون الإدارة علم وفن، فيما يلي أهم هذه الصفات التي يمكن أن نجدها في شخصية المدير الناجح:

1. حب العمل:
لا يمكن لأي شخص أن ينجح في اي عمل اذا لم يكن يحب هذا العمل، بل يجب أن يصل فيه الأمر إلى عشق عمله. فالشغف أحد أهم وأبرز صفات المدير الناجح، فشغفك بالعمل الذي تديره يمثل حافزا كبيرا  للاستمرار على الدوام والعطاء والإبداع، ويؤدي بك في النهاية إلى إتقان كل الصفات الايجابية اللازمة لتغدو مديرا ناجحا، فلا يمكن إنكار جميع التحديات التي ستواجهها كونك مدير مشروع أو شركة، لكن الشغف سيكون دائما عاملا مهما، ومساعدا لمواجهة تلك التحديات، وبالتالي يجب عليك كمدير أن تتحلى بالصبر والعزم معا.

2. الشفافية وامتلاك الرؤية:

الشفافية والصدق والعدل والانفتاح هم أهم الصفات التي يحتاجها أي مدير كي يُشعِر الموظف بقيمته في الشركة، ويجب ان نتاكد تماما ان أعلى حاجة يسعى لها الموظف هي حاجته للتقدير، فعندما يكون المدير صادقًا ويجعل الموظفين على دراية بقرارات الشركة المهمة، سيشعرون بأنهم شركاء حقيقيين في العمل، ونتيجة لذلك يصبحون أكثر ارتباطًا بالشركة. 
تحديد رؤية الشركة واستراتيجيتها يتصدر مسؤوليات المدير، ويحتاج منه إلى تقديم استراتيجية وأهداف قابلة للتنفيذ بالنسبة للفريق. وان تكون ضمن حدود إمكانيات فريقه، ويتطلب ذلك أن يمتلك المدير رؤية واضحة وشاملة وفهم للدور الذي ستقدمه الشركة بماهيته.

3. التواصل الفعال:

من المهم أن يتحلى المدير بمهارة التواصل الفعال اللازم لخلق بيئة عمل منفتحة، وأن يكون قادرا على إيصال التعليمات والتوجيهات والاراء بوضوح ودقة، حتى يدرك كل عضو في الفريق ما هو متوقع منه بالضبط، وقبل ذلك يجب ان يعرف كل موظف ما هو دوره في فريق العمل.
إن المدير يكون جيدًا في التواصل بكونه مستمعًا جيدًا، فالتواصل لا يقتصر على التحدث، يريد الموظفون معرفة أن آرائهم ووجهات نظرهم مسموعة، ومن الممكن ان تلقى القبول والاحترام. خذ الوقت الكافي للتركيز على موظفيك وما يقولون. اسأل عن رأيهم، وعندما تحصل على تعليقات قيمة، ابذل جهدًا واعيًا لاتخاذ إجراء بناءً عليها. سيُظهر هذا لموظفيك أنهم عندما يتحدثون، يمكنهم إحداث فرق في بيئة عملهم.
كما يجب أن تُشعر موظفيك أنه يمكنهم مناقشة أي شيء متعلق بالعمل معك، وأنهم يتمتعون بحرية التواصل بصراحة وصدق، بحيث لا يشعرون بالتهديد او الخوف عندما يريدون تقديم شكوى أو طلب مساعدة. ضع في الحسبان تنفيذ سياسة “الباب المفتوح” لكل الموظفين، التي توفر مكانًا رحبًا للتواصل المباشر.

4. الجدارة بالثقة:
دائمًا ما تكون شخصية المدير الناجح جديرة بالثقة. ثم أن الثقة بين الإدارة العليا والموظف تعد عاملًا مهمًا في تحقيق الرضا الوظيفي، فالقدرة على بناء الثقة مع الموظفين والحفاظ عليها يعزز بيئة عمل إيجابية. عندما يشعر الموظفون بقدرتهم على الوثوق بمديرهم، فإنهم يثقون أيضًا في القرارات التي تتخذها الإدارة ويكرسون جهودهم لتحقيق أهداف الشركة.

يمكن للمديرين الذين لا يعطون الأولوية للثقة أن يفقدوا احترام موظفيهم، ما قد يكون له تأثيرًا مدمرًا على الإنتاجية والولاء. لكسب الثقة مع الموظفين، اهتم باحترام خصوصيتهم وتقديم نصائح صادقة بما يتوافق بشكل أفضل مع أهداف الشركة.

5. الذكاء العاطفي والاهتمام:

يعد الذكاء العاطفي الذي يشمل التكيف والتعاطف مهارة يحتاجها جميع المديرين. ويتضمن ذلك بناء عَلاقة صحية وسليمة بين الموظف والمدير بتوفير الدعم والتقدير والتفهم لجميع الجهود ووجهات النظر، ما يؤثر بشكل إيجابي على ثقافة العمل.

يظهر التعاطف في سمات المدير الناجح في قدرته على التعرف على العلامات التي تدلل على إرهاق الموظف وقلقه، وأن يبادر إلى مناقشة الأمر ومحاولة إيجاد حلول لتجنب الاحتراق الوظيفي للموظفين. يمكن أن تتضمن الحلول بعض الإجراءات المرنة والالتزام بفترات الراحة وتوفيرها. يُظهر اتخاذ مثل هذه الإجراءات للموظفين أنهم ليسوا وحدهم، وأن الشركة قادرة ومستعدة لمساعدتهم والسؤال عن أحوالهم ومد يد العون لهم والسؤال عنهم في غيابهم للاطمئنان عليهم. عندما يشعر الموظفون بأن هناك من يسأل عنهم ويفتقد لغيابهم فإنهم سيبذلون ما في وسعهم لنجاح المؤسسة التي ينتمون إليها.

6. الحسم في اتخاذ القرارات:

من صفات المدير الناجح أن يكون حاسما وبارعا في اتخاذ القرار، أما المدراء  الذين يواجهون صعوبات أو خوف أو تردد في اتخاذ القرار، فإنهم بذلك يعرضون الشركة للخطر ، وسيخسرون ثقة موظفيهم كذلك.  وأحيانا التأخر في اتخاذ القرار يؤدي الى تزايد المشاكل أو خسارة المنشأة. تذكر أن الحسم في اتخاذ القرار، لا يعني الخلو من المرونة وتقبّل التغيير فيه، لكنه يعني عدم التردد والقدرة على اتخاذ القرار الصحيح مهما كلّف الأمر. وان تكون مستعدا لتحمل مسؤولية القرار، وأحيانا تكون هناك بعض التداعيات أو الآثار الجانبية للقرار، يجب أن تكون مرنا وقادرا على معالجتها بالشكل الأمثل.

للتأكد من اتخاذك للقرار الأنسب بأسرع وقتٍ ممكن، تأكد من توفر جميع المعلومات التي تحتاجها وعاينها بحرص شديد وتاكد من صحتها ودقتها، وضَع مصلحة الشركة والموظفين نصب عينيك. ثم إن استماعك لآراء الآخرين سيساهم في توسيع مداركك بالنسبة للأمر. لكن لا تنس أن تتحمل مسؤولية القرار كاملةً، وأن تتحمل عواقبه كمدير.

7. تقدير الموظفين ومكافأتهم:

لا يعمل الموظفين باجتهاد من أجل العائد المادي فقط، بل إنهم بحاجة إلى معرفة أن هذه الجهود موضع اهتمام بتقديرها والمكافأة عليها، حتى وإن كان الأمر معنويًا. يفهم المدير الناجح قيمة الموظفين وأهمية تقديرهم، حيث يساهم ذلك في خلق حافز كبير لمواصلة العمل وفق وتيرةٍ عالية والوصول للمستوى الذي يحقق النتائج المرجوة دومًا. لذلك يجب أن تكون عادلا في مكافأة الموظفين، لأن هناك نسبة لا بأس بها من الموظفين تنادي بالمساواة، والمساواة أحيانا تكون غير عادلة لأنها تساوي بين المجتهد والمهمل.

8. التحسين والتغيير والتعلم المستمر:

التطور التكنولوجي السريع يجعل عالم الأعمال يتطلب التغيير والتطوير المستمر لمواكبته، وبالتالي فإن عالم الأعمال يتطلب التعليم المستمر، إضافةً إلى أن الطرق التي تتم فيها مراجعة أداء الموظفين وتحفيزهم قابلة للتغيير كذلك. لذا فإن قابليتك للتغيير والرغبة الملحة في التطوير من الشركة يعد من أبرز صفات المدير الناجح وأهمها، لأنه بذلك ستحافظ شركتك على المنافسة والملاءمة للسوق المتجدد.

يبقى المدير الغير قابل للتغيير والتكيّف في حالة ركود ، أما المدير الناجح يتمتع بالمرونة ومستعد للتغيير بل ويخطط لذلك، ويرى من التغيير المفاجئ في متطلبات السوق تحديًا مثيرًا لنجاحٍ باهر وليس عبئًا.

9. التفكير الإبداعي:

يمكن أن يكون التفكير الإبداعي هِبَّة ولدت معك منذ الصغر، أو مهارة تكونت بالممارسة والتدريب، لكنها بكل الأحوال صفة يجب أن توجد في شخصية المدير الناجح، فالوظائف الإدارية تتطلب التحليل وحل المشكلات، وتحديد كيفية تحقيق الأهداف وما إلى ذلك. كل هذا يحتاج إلى أفكار إبداعية وطرق غير تقليدية مبتكرة تحقق المراد على أكمل وجه وبأنسب طريقة. وأفضل استثمار يجري حاليا هو الاستثمار في الأفكار الابداعية. لذلك فإن المدير الناجح يفكر إبداعيا، ويشجع ويحفز فريقه على التفكير بشكل إبداعي.

10. حل النزاعات:

يعد الصراع في مكان العمل أمرًا طبيعيًا وقابلًا للحدوث بأي وقت باختلاف الأسباب. لا يحتاج المدير الناجح إلى أن يكون على دراية بهذه النزاعات أو بالعلامات التي تدل عليها فحسب، بل أن يبادر إلى حلها بدلًا من تجنبها أو تجاهلها. فإن ترك هذه المشكلات يؤدي إلى تفاقمها وهو عامل سلبي يؤثر على معنويات الموظفين وأدائهم. لكن خلال محاولاتك في حل أي نزاع، تجنب التحيز لأي طرف، بل كن موضوعيًا واهتم بالاستماع الجيد والتفهم وحل النزاع بعدل ومحاسبة المقصرين.

١١. التدريب وتنمية أداء الموظفين:

يهتم المدير الناجح بأداء موظفيه ومهاراتهم المهنية، لأنها أهم عامل في إنجاح المشروعات  وتحقيق أهدافها. عليك أن تسعى باستمرار إلى التحسين من خبرة الموظفين بتوفير أفضل المصادر والعوامل التكنولوجية والبشرية. وأن تحرص على تنصيبهم المهام المناسبة، التي من الممكن أن تضيف لهم مهارات جديدة تصعد بهم وبالشركة، ثم أن تقديم التغذية الراجعة لفريق العمل يمكّنهم من الاطلاع والتغرف على أخطائهم وتصحيحها وتلافي حدوثها مستقبلا.

12. التحلي بأخلاقيات العمل:

يعد الالتزام بأخلاقيات العمل والنزاهة معايير مهمة وشيئًا مشتركًا بين جميع الموظفين بغض النظر عن أدوارهم ومناصبهم، بدءًا من مدير الشركة، إلى الموظف العادي. إن العمل بكامل إخلاصك ونزاهتك ووفق قواعد العمل الأخلاقية يجعل منك مثالًا يحتذي به الموظفون، ويشجعهم على تبني عادات عمل إيجابية، حيث يُلهم المديرون الذين يُظهرون أخلاقيات عمل قوية فريقهم على الأداء بكامل إمكاناتهم.

الخاتمة:

تعرفنا مما سبق على أهم  الصفات التي يجب أن يتحلى بها المدير الناجح، والتي ينبغي على أي مدير أن يسعى جاهدا على اكتسابها وتوظيفها خلال عمله، وتذكر أن كونك مديرًا يتطلب الكثير من الجهد والصبر، استمر في المحاولة وكن متقبلًا ومرحبًا بالانتقادات البناءة من كل مكان.  
المراجع

١. 12 Must-Have Qualities of a Good Manager.
٢.10 Characteristics of an Effective Manager | CCU Online
٣. ٢٠ مهارة لا يجب اهمالها - صفات المدير،الناجح، اكاديمية اعمل بيزنس.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة